"اليونيسف" تطالب بمزيد من الحماية للأطفال في أوطانهم وبلدان اللجوء

"اليونيسف" تطالب بمزيد من الحماية للأطفال في أوطانهم وبلدان اللجوء

أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" عن عميق حزنها إزاء مقتل عدد من الأشخاص نتيجة غرق قارب في البحر الأبيض المتوسط، قبالة سواحل لامبيدوزا بإيطاليا، مطالبة باتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية الأطفال في بلدانهم الأصلية وبلدان العبور وبلدان الوصول.

ونقل الموقع الرسمي للمنظمة عن منسق اليونيسف القطري للاستجابة الوطنية في إيطاليا، نيكولا ديل أرسيبريت، قوله "إن من بين القتلى أم حامل وطفل يبلغ من العمر 18 شهرا كان يسافر مع والدته"، وأشار إلى أن نحو 30 شخصا لا يزالون في عداد المفقودين، بمن فيهم أطفال. 

وشهدت الأشهر الستة الأولى من العام الحالي وفاة أو اختفاء ما لا يقل عن 289 طفلا أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا. 

وقال المسؤول الأممي إن العديد السفن التي تغرق على معبر وسط البحر الأبيض المتوسط لا ينجو منها أحد أو لا يتم تسجيلها، ما يجعل العدد الحقيقي للقتلى من الأطفال أعلى من ذلك بكثير.

وأضاف: "نحث من هم في السلطة على إنشاء مسارات قانونية أكثر أمانا للهجرة واللجوء في الاتحاد الأوروبي، ولتنسيق عمليات البحث والإنقاذ التي تساعد على منع الوفيات في البحر.. يجب اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية الأطفال في بلدانهم الأصلية وبلدان العبور وبلدان الوصول".

وقال المنسق القطري إن "اليونيسف" موجودة على الأرض في لامبيدوزا، وتعمل مع الحكومة والشركاء الآخرين لتزويد الأطفال والنساء بإمكانية الوصول إلى الدعم النفسي والاجتماعي والخدمات الصحية والمتخصصة لأولئك المعرضين لخطر العنف والاستغلال وسوء المعاملة.

أكثر طرق الهجرة فتكا للأطفال

وفي يوليو الماضي، قالت مسؤولة ملف الهجرة والنزوح في اليونيسف، فيرينا كناوس إن وسط البحر الأبيض المتوسط هو أحد أكثر طرق الهجرة فتكا في العالم للأطفال، الذين ما زالوا يفرون من ديارهم بسبب النزاعات وتغير المناخ.

وأضافت: "هذا العام، لقي 289 طفلاً حتفهم في البحر -أي ما يعادل وفاة 11 طفلاً كل أسبوع- وهو ما يتجاوز بكثير ما نسمعه في عناوين الأخبار، ويمثل ما يقرب من ضعف عدد الأطفال الذين ماتوا في البحر العام الماضي".

وقالت "كناوس"، إنه من المرجح أن تكون هذه الأرقام أقل من الواقع بكثير لأن العديد من حالات غرق الزوارق على معبر وسط البحر الأبيض المتوسط لا تخلف أي ناجين ولا يتم تسجيلها، مما يجعل من المستحيل عملياً التحقق من العدد الحقيقي للضحايا من الأطفال.

وقدرت اليونيسف أن 11600 طفلا قاموا بهذه الرحلة خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، وهو ضعف العدد في الفترة نفسها من عام 2022.

وقالت مسؤولة اليونيسف إن الصمت الذي يحيط بالوفيات التي يمكن الوقاية منها يشير فيما يبدو إلى أن العالم يتجاهل ما يحدث عمدا.

وأضافت: "الأطفال يموتون ليس فقط أمام أعيننا، إنهم يموتون بينما يبدو أننا نغلق أعيننا، مئات الفتيات والفتيان يغرقون في تقاعس العالم".

الهجرة غير الشرعية

وتعد قضية الهجرة غير الشرعية واحدة من أبرز القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي بشكل عام والأوروبيين بشكل خاص، وتعد اليونان وإيطاليا وإسبانيا من نقاط الدخول الرئيسية إلى دول الاتحاد الأوروبي للمهاجرين الذين ينطلقون من دول شمال إفريقيا، وخاصة من المغرب والجزائر وتونس وليبيا والقادمين من جنوب الصحراء، حيث ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية.

وتتوقع دول البحر المتوسط الواقعة على الطرق الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، زيادة عدد المهاجرين إليها بالتزامن مع أزمات الاقتصاد والطاقة والأمن الغذائي الناجمة عن حرب أوكرانيا بموجة هجرة جديدة، خاصة من إفريقيا والشرق الأوسط، بخلاف تداعيات التغيرات المناخية.

وارتفعت حالات دخول المهاجرين بشكل غير شرعي إلى الاتحاد الأوروبي في 2022 بنسبة 64 بالمئة على ما كانت عليه قبل عام، وبلغت أعلى مستوى منذ 2016، حسب بيانات وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس).

وقالت الوكالة في بيان، إنه تم تسجيل 330 ألف دخول غير شرعي في 2022 مقابل 123318 في عام 2021، جاء 45 منها من طريق البلقان، وتضاعف عدد المواطنين السوريين الذين تشملهم هذه الحالات ليبلغ 94 ألف شخص.

وأوضحت فرونتكس أن "هذه هي السنة الثانية على التوالي التي تشهد زيادة حادة في حالات الدخول غير النظامي"، مضيفة أن السوريين والأفغان والتونسيين شكلوا معا 47 بالمئة من هذه الحالات في 2022.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية